
من منا لم يسمع عن بـ «خيانة» العرب للدولة العثمانية؟ ألم تُثر الكثير من كتبنا وإعلامنا شبهات حول شخصية الضابط العثماني مصطفى كمال الذي أسس لاحقاً الدولة التركية الحديثة ولقب بـ «آتاتورك»؟ هل كل ما سمعناه وقرأناه صحيح؟ هل وصل عداء العرب للعثمانيين إلى حد وقوفهم مع بريطانيا وفرنسا؟ هل بيع المشرق العربي للحلفاء فعلاً؟
هذا ما يجيب عنه الصحافي الأمريكي دايفيد فرومكين في كتاب A Peace to End All Peace: The Fall Of The Ottoman Empire And The Creation Of The Modern Middle East (سلام ما بعده سلام: سقوط الدولة العثمانية وولادة الشرق الأوسط الحديث).
يحكي فرومكين كيف وُلد الشرق الأوسط في صورته الحالية؛ ويروي كيف أنَّ المنطقة تتسم منذ زمن طويل بوجود أديان وقوميات وأيديولوجيات وتطلعات متناحرة. وتعود جذور كل هذه الصراعات (بما في ذلك الصراع العربي – الإسرائيلي)، والتحديات العنيفة التي تفرضها طوائف العراق المتناحرة، إلى الإرث السياسي للمنطقة: الترتيبات والائتلافات والانقسامات التي فرضها الحلفاء بعد الحرب العالمية الأولى.
يكشف فرومكين في كتابه كيف رسم الحلفاء خطوطاً على خريطة فارغة أعادت تشكيل الجغرافيا والسياسة في الشرق الأوسط، ولمَ فعلوا ذلك. ويركز على الفترة بين عامي 1914 و1922، التي كانت فيها كل الاحتمالات مفتوحة، ويقدم «سلام ما بعده سلام» رواية قاطعة لهذه المرحلة الحاسمة، ويبين كيف انحصرت خيارات المنطقة وبدأ الشرق الأوسط طريقاً طويلاً أدى إلى مرحلة الصراعات والارتباك المستمرة إلى يومنا هذا.
المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع لبنان 360 بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك