
حدث في مثل هذا اليوم، الرابع عشر من آب من سنة:
1844 م: وقوع معركة "إسلي" بالقرب من مدينة "وجدة" بين قوات مغربية وفرنسية اثر مساعدة السلطان المغربي "المولى عبد الرحمن" للمقاومة الجزائرية ضد فرنسا واحتضانه للأمير عبد القادر وهو ما دفع الفرنسيين إلى مهاجمة المغرب واستهداف موانئ طنجة وتطوان وأصيلة حيث سقط العشرات من القتلى. انتهت المعركة بانتصار الفرنسيين وفرضهم شروطا قاسية على المغرب، تمثلت في استيلاء فرنسا على أراض مغربية، وفرضها غرامة مالية على المغرب ومنعها المغاربة من تقديم الدعم للمقاومة الجزائرية.
1900 م: القوة الدولية المؤلفة من قوات روسية وبريطانية واميركية ويابانية وفرنسية والمانية تسيطر على عاصمة الصين بكين بعد قتالها الصينيين "الوطنيين" على طول الطريق الممتد من مرفأ "تيانتسين". استطاعت تلك القوة فك الحصار المفروض على المنطقة الدبلوماسية في بكين وانهاء ما عُرف بـ"ثورة الملاكمين".
1917 م: الصين تتخلى عن حيادها وتعلن الحرب على ألمانيا مع دخول الحرب العالمية الاولى عامها الرابع. أرادت الصين من دخول الحرب الحصول على موقع على طاولة المفاوضات بعد انتهاء الحرب، واستعادة السيطرة على شبه جزيرة "شانتونغ" الحيوية، احدى مستعمرات ألمانيا في آسيا. كانت اليابان، حليفة بريطانيا منذ عام 1902 م، قد استولت على "شانتونغ" بمساعدة من القوات البريطانية عام 1914 م. منح الحلفاء شبه الجزيرة لليابان في مؤتمر "فرساي" للسلام عام 1919 م، قبل أن تعيدها الأخيرة للصين عام 1922 م.
1929 م: إعادة تنظيم "التنفيذية الصهيونية الخاصة بفلسطين" التي أسست عام 1908 م تحت إسم "مكتب فلسطين"، لتصبح "الوكالة اليهودية لفلسطين" في المؤتمر الصهيوني الـ16 في مدينة "زوريخ" بسويسرا. فقد قامت الوكالة بضم أعضاء يهود غير منتمين لـ"الحركة الصهيونية" بهدف الحصول على تمثيل أوسع لليهود، مما مكنها من الحصول على اعتراف الانتداب البريطاني للعب دور "الوكالة اليهودية" الذي نصّ عليه صك الانتداب. تجدر الاشارة الى ان تأثير "الحركة الصهيونية" بقي الطاغي على الوكالة. وقد تم تحديد أهدافها في ذلك المؤتمر على الشكل التالي: تطوير حجم الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وشراء الأراضي في فلسطين كملكية يهودية عامة، وتشجيع الاستيطان الزراعي المبني على العمل اليهودي، ونشر اللغة والتراث العبريين في فلسطين.
1947 م: استقلال باكستان، لتُصبح دولة ذات سيادة مع انتهاء الحكم البريطاني. تم تأسيس دولة باكستان نتيجة لجهود "حركة باكستان" التي هدفت الى اقامة دولة مسلمة مستقلة في القسم الشمالي الغربي للأقاليم الواقعة في جنوب آسيا، وقد قادت تلك الحركة "رابطة مسلمي كل الهند" برئاسة محمد علي جناح. بموجب "قانون استقلال الهند لعام 1947" في عهد الحكم البريطاني لشبه الجزيرة الهندية، حصل "أقليم باكستان" (جمهورية باكستان الاسلامية لاحقا) على الاستقلال وتشكّلت الدولة المستقلة حديثا من "غرب باكستان" (باكستان حاليا) و"شرق باكستان" (بنغلادش حاليا).
1949 م: انقلاب عسكري بقيادة سامي الحناوي على نظام حسني الزعيم في سوريا. أجريت محاكمة عسكرية سريعة للزعيم ورئيس وزرائه محسن البرازي وأعدما. تولى الحناوي منصب رئاسة الدولة ليومين قبل ان يُسلّم الحكم رسميا الى هاشم الاتاسي. اثر دعوة الحناوي لمناقشة الاتحاد السوري – العراقي في 16 كانون الاول 1949، قام أديب الشيشكلي بالانقلاب عليه وأعتقله وعدد من أنصاره. أطلق سراحه بعد ذلك، وتوجه الى بيروت حيث أغتيل في 30 تشرين الاول 1950 م على يد اقرباء رئيس الوزراء محسن البرازي.
1994 م: السلطات السودانية تسلّم "إلييتش راميريز سانشيز" والمعروف باسمه الحركي "كارلوس" ولقبه لدى أجهزة الأمن والمخابرات الغربية بـ"كارلوس الثعلب". ولد "كارلوس" لأسرة فنزويلية ثرية ودرس المرحلة الجامعية في موسكو قبل أن ينضم إلى "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في لبنان. شارك في عدد كبير من العمليات حول العالم، من أشهرها عملية اختطاف وزراء نفط منظمة "أوبك". انتقل "كارلوس" من لبنان الى دمشق قبل ترحيله الى العاصمة الليبية فاليمن الجنوبي. توجه بعد ذلك الى الخرطوم عبر عمّان. قامت السلطات الفرنسية بمحاكمته بعدة تهم منها قتل 3 أشخاص على أراضيها من ضمنهم رجليّ شرطة فرنسيين. نفت السلطات السودانية والفرنسية وجود اية صفقة لتسليم "كارلوس".
2006 م: دخول وقف اطلاق النار بين "حزب الله" الموالي للنظام الإيراني والكيان الصهيوني حيز التنفيذ بموجب القرار 1701 لعام 2006 م الصادر عن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. في 12 تموز، شنّ "حزب الله" هجوم عبر الحدود الفلسطينية اللبنانية، قُتل خلاله 8 جنود صهاينة واختطف اثنين آخرين، وطالب الحزب باجراء مفاوضات غير مباشرة تهدف إلى مبادلة سجناء عرب يحتجزهم الكيان الصهيوني بالجنديين. ورد الكيان الصهيوني بشنّ حرب مفتوحة، بدأت بحصار بحري وحملة جوية مكثفة. قُتل خلال تلك الحرب 1191 شخصا في لبنان، معظمهم من المدنيين، بينما قُتل 165 صهيونيا، منهم 121 جنديا. فيما، هُجّر ما يقارب المليون شخص من منازلهم، ودُمّر 15000 منزل و900 معمل بالإضافة إلى الطرقات والجسور وأجزاء من مطار بيروت الدولي وغير ذلك من البنى التحتية. وقد عانى المدنيون في المناطق لتي يتمتع فيها "حزب الله" بالتأييد الشعبي أكثر من غيرهم بسبب تلك الحرب. شكّل حجم الدمار الذي ألحقته القوات الصهيونية بلبنان تحديا أمام خطاب "النصر" الذي روّج له "حزب الله". بعد انتهاء الحرب، قال أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله "إنه لو علم حجم الرد الصهيوني لما أمر عناصر الحزب بالقيام بالعملية ضد القوات الصهيونية".
2009 م: زعيم جماعة "جند أنصار الله" عبد اللطيف موسى يُعلن من "مسجد ابن تيمية" في رفح جنوب فلسطين قيام "إمارة إسلامية في أكناف بيت المقدس". اثر الإعلان، اندلعت اشتباكات بين العناصر الموالين له وقوات الأمن التابعة لحكومة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقد أسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل 22 شخصا من ضمنهم عبد اللطيف موسى والقيادي البارز في "كتائب القسام" محمد الشمالي ، وإصابة 125 آخرين. أفادت قوات الأمن الفلسطينية في غزة إن محاولات جرت للتفاوض مع جماعة "جند أنصار الله" لتسليم أسلحة عناصرها، لكنهم بادروا باطلاق النار على قوات الامن وأصابوا 4 من عناصرها، ما أضطرهم للرد على مصادر اطلاق النار.
2013 م: مع ساعات الفجر الاولى، هاجمت الشرطة المصرية، مدعومة بقوات من الجيش، اعتصامين مؤيدين للرئيس محمد مرسي بميدانيّ "رابعة العدوية" والنهضة بالقاهرة بعد أكثر من 48 يوما قضاها المعتصمون هناك. مما خلّف آلاف القتلى والجرحى، فيما أعلنت حالة الطوارئ وحظر التجوال في البلاد. بدأ الاعتصامان في 28 حزيران قبيل المظاهرات المعارضة للرئيس مرسي في الـ30 من الشهر نفسه، وهي المظاهرات التي تذرع بها الجيش للقيام بانقلاب عسكري عزل على اثره الرئيس مرسي في 3 تموز 2013 م وعطّل الدستور وحلّ مجلس الشورى المُنتخب، وبعد 11 شهرا من قيادته الانقلاب العسكري، أُعلن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي فوزه بمنصب رئيس الجمهورية. بالعودة الى 14 آب 2013 م، تواترت روايات كثيرة بشأن تفاصيل ما جرى في ذلك اليوم الدامي وعدد القتلى والجرحى والمعتقلين وهوياتهم ومرجعياتهم، لكن الإجماع يكاد يكون حاصلا بأن المشهد العام كان "جحيميا" حيث "تحركت الجرافات من كل الاتجاهات، وأمطرت السماء رصاصا وغازات، وسقط القتلى بالمئات واعتقل الآلاف" وفق شهادات كثيرة. بذلت السلطات المصرية ما في وسعها لطمس معالم المكان الذي لا يزال شاهدا في نظر هيئات حقوقية كثيرة على مجزرة حقيقية، شكّلت بداية مسلسل طويل من القتل والتنكيل لا تزال فصوله متوالية بأساليب مختلفة. وتصف بعض الهيئات ما جرى هناك بأنه "على الأرجح جرائم ضد الإنسانية، وأخطر حوادث القتل الجماعي غير المشروع في التاريخ المصري الحديث". بدأ مسلسل طمس معالم المكان ورمزيته قبل المجزرة من خلال حملات إعلامية تشوّه سمعة من احتشدوا فيه متمسكين الشرعية ورافضين للانقلاب، وتواصل المسلسل بتغيير معالمه وهندسته وشكله وانتهى بتغيير اسمه. فيما تتواصل مساعي النظام المصري الحالي لطي صفحة المذبحة، تُبذل جهود داخليا وخارجيا على مستويات إعلامية وحقوقية وسياسية وأهلية كي لا تضيع حقوق القتلى والمعتقلين والجرحى، وكي لا يبقى مقترفو المذبحة في حل مما سال من دماء.
المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع لبنان 360 بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك