
مجموعة عونية مسلحة تابعة للنائب إبراهيم كنعان تطلق النار في وضح النهار على الثوار في جلّ الديب.
يشهر المسلح العوني السلاح تحت أنظار قوى الأمن الداخلي التي لم تحرّك ساكناً وكأن هذا المجرم يقوم برمي الزهور ، ويعيد السلاح إلى سيارته ، بدون أن تفكر القوى الأمنية في توقيفه ومصادرة سلاحه الغادر..
يقوم الثوار المدنيون السلميون بملاحقتهم بأجسادهم العارية ، متصدين لإرهابهم المكشوف بعد أن تعرض سبعة منهم على الأقل لإصاباتٍ مختلفة
يهرب المسلحون العونيون إلى بناية في جل الديب ، فتتقاطر مئات العناصر والضباط وعشرات الآليات العسكرية لمنع الثوار من الوصول إليهم ويطوق الجيش البناء ، مؤمـّنـاً لهم الحماية ،
يؤمّن الجيش وقوى الأمن الداخلي خروجاً آمناً وطبيعياً لهذه المجموعة الإرهابية المسلحة ، فيغادرون بدون أي علامة توقيفٍ لهم ، طلقاء غير مصفـّدي الأيدي ، ويرفعون شارات التيار العوني نكاية وإصراراً على ما إقترفته أيديهم من جرائم إطلاق النار..
في المقابل ، يستذكر الثوار كيف أوقفتهم قوى الجيش قبل أيام ، مستخدمة العنف والضرب والإهانات..
بإختصار:
تم تسخير الجيش لحماية عصابة ميليشوية تابعة لحزب التيار العوني ، وهذا إنحرافٌ شديد الخطورة في مهمات الجيش وطريقة تعاطيه مع الثورة وتطورات الميدان.
هذا التطور هو الأسوأ حتى الآن في الخروقات التي تحصل في سلوك الجيش ، وهو ينذر بتوجهٍ مثيرٍ للقلق والإرتياب. فهل أصبحت مهمة الجيش حماية العصابات المسلحة في الشارع ؟ وهل بدأنا مرحلة الظهور المسلح العلني ، تمهيداً للفوضى التي يتحفنا بالحديث عنها مرشد الجمهورية ورئيسها؟؟
تكتمل خطورة ما جرى اليوم في جلّ الديب مع تتابع المعلومات عن قيام قيادة التيار العوني بتوزيع الأسلحة على المحازبين الحاملين بطاقات العضوية فيه ، في مناطق عدة ، وقد ظهر قسمٌ منها مساء الأربعاء في جلّ الديب ، وسيظهر المزيد منها في الأيام المقبلة.
الخروقات التي شهدها سلوك الجيش تركت آثارها بوضوحٍ في جسد الثورة ، من البداوي إلى العبدة – ببنين ، مروراً بجلّ الديب والذوق ، لتصل ذروتها في عملية القتل العمد التي بها المجرم قاتل الشهيد علاء أبو فخر ، وهي آثارٌ نريد لها أتندمل فيتعافى جسم الوطن ، لا أن تتكاثر فتنهار مناعة الجسش وتسقط القيم النبيلة التي قام لأجلها الجيش في حماية الأرض والشعب والكيان.
لم يصل العماد عون إلى السلطة إلا وكان الدم ثالثهما ، والتاريخ شاهد ومعروف ، والمخفيّ منه أعظم ، واليوم ، ها هم اللبنانيون يواجهون "لعنة عون" في رئاسة الجمهورية ، بثورةٍ وطنية جامعة لم يسبق أن عرفها تاريخنا المعاصر.. ونحن نعرف أن ما قاله في مقابلته المترنحة بين "الميادين" و"الأخبار" كان يعنيه وهو يعتقد أنه يستطيع إعادة تركيب المجتمع على شاكلته ، تماماً كما إعتبر بشار الأسد أنه يريد مجتمعاً منسجماً في سوريا ، وهذا لا يمكن أن يتمّ إلا بالتهجير وبكلّ ألوان الإرهاب..
قالها اللبنانيون بوضوحٍ تام: إنهم باقون هنا ، في أرضهم ، في وطنهم ، في دولتهم التي يريدون بناءها على أسُس العدالة والسيادة والحرية والإستقلال ، وليغادر من لم يستطع أن يفهم شعبه ومن فشل في الحكم وليسقط وزير التسلّق والإنتهازية والحقد والطائفية.
لقد شاهدنا نماذج من تواطؤ القوى الأمنية في ساحتي الشهداء ورياض الصلح ، عندما إجتاح زعران الشوارع المرسلين من الثنائي الشيعي ("أمل" و"حزب الله") ، وغضب قوى الأمن الداخلي من قيام الثوار بتصوير العدوان والطواطؤ ، ولكن ما جرى في جل الديب جاء شديد الإستفزاز وحمل مخاطر في التحوّلات الممكنة التي قد يشهدها الجيش تحت وطأة الضغوط الهائلة التي يمارسها كلٌ من: "حزب الله" ، الوزير جبران باسيل ، بصفته القائم بأعمال الرئاسة في قصر بعبدا ، وخلاصتها: إما أن يحسم الجيش الموقف ميدانياً ، أو أن تحسمه الميليشيات المسلحة التابعة لهذه القوى بسلاحها غير الشرعي.
وللجيش والقوى الأمنية نقول أخيراً: إن قوّتكم تكمن في إلتحامكم بشعبكم ، وما حصل في جل الديب وصمة عار لا يجوز أن تمرّ في سجلّ المؤسسة العسكرية والأمنية. فلا تسمحوا لأحد بتحويلكم شهود زور أو أداة قمع ، فالظلمُ مرتعه وخيم والفوضى إذا حلّت والحرب إذا وقعت فإن القوى الشرعية والشعب هي الخاسر الأكبر والنهائي..!!
المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع لبنان 360 بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك