
تُجمع التقارير الدولية التي تفد الى لبنان تباعاً، على مدى خطورة المرحلة المقبلة وتأثر الدولة والشعب بها من الناحيتين الإقتصادية والمالية، وحتّى الأمنيّة. واللافت أن كل التقارير هذه تتحدث بالإضافة إلى الوضع المعيشي المُزري في ظل ارتفاع سعر الدولار بشكل جنوني، أيضاً تُشير إلى دور الأحزاب ورجال السياسة خصوصاً الكبار منهم لجهة ضلوعهم في إفقار الدولة ومؤسساتها ومساهمتهم بشكل كبير في وصول الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم.
في وقت تعكف فيه حكومة الرئيس حسّان دياب على إيجاد مخرج لكل هذه الأزمات التي تُحيط بالبلاد والتي باتت تُهدد مصيره، تتجه أنظار العالم بمعظمه إلى ما ستؤول اليه الأوضاع في البلد وسط تخبّط غير مسبوق في كل القطاعات العامة والخاصة، حتى أن الكلام عن اقتراب موعد انهيار لبنان كدولة، أصبح يتصدر كل العناوين وسط توقّع أن يُناهز سعر صرف الدولار أكثر من أربعين الف ليرة.
والأبرز أن مجموعة من هذه الدول باتت تمتلك إحصاءات حول عدد عمليات الفساد التي ارتكبها كل مسؤول سياسي لبناني، بالإضافة إلى عمليات تهريب الأموال التي كان لجأ اليها هؤلاء خوفاً من المحاسبة والملاحقة القضائية.
من الواضح أن الولايات المتحدة الاميركية هي من أكثر الدول التي تعمل على مراقبة الوضع اللبناني الداخلي سواء في الشق الاقتصادي والمالي مع ما يستلزم الأمر من مراقبة دائمة لعمل الحكومة، وأيضاً في الشق السياسي حيث الحظر التي تفرضه على ايران والنظام السوري وما يستتبع من انعكاسات سلبيّة خصوصاً على حزب الله الذي قد يجد نفسه في مرحلة ما، مُجبر للدفاع عن نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة ومن دون العودة إلى الدولة المتلهيّة أصلاً بدراسة فنّ التنجيم والتبصير، للبحث عن مخارج لأزماتها التي تُحاصرها من الجهات الأربع.
سياسي "عتيق" يكشف لـ"ليبانون ديبايت" عن مجموعة تقارير دولية كانت تسلّمتها في الآونة الأخيرة جهات رسميّة في لبنان بالإضافة إلى أجهزة أمنيّة، تُحذر من انزلاق الوضع مما هو أخطر وسط معلومات تؤكد وجود محاولات عديدة لتنظيمات إرهابية تسعى من خلالها لتنفيذ مجموعة اعتداءات ضمن مناطق مُحددة، مُستغلّة بذلك الوضع الداخلي المُهترئ والموزّع بالتساوي بين السياسة والوضعين الاقتصادي والإجتماعي، بالإضافة إلى الضياع والتخبّط الكامل الذي تعيشه حكومة الرئيس حسّان دياب.
هذا في الجانب السياسي والأمني، أما من الجانب الإقتصادي فيكشف السياسي "العتيق" أن البلاد ذاهبة بكل تأكيد نحو ما هو أصعب طالما أنه لا توجد خطوات جديّة للحد من الهدر والفساد وطالما أنه لا توجد سياسات واضحة يُمكن الركون اليها، خصوصاً بما يتعلّق بموضوع شدّ الحبال مع الغرب، كاشفاً أن ما نراه اليوم من تخبّط على كافة الصعد، هو مجرد بداية السقوط الى الهاوية لأن الإنهيار الحقيقي لم يبدأ بعد.
ماذا بالنسبة إلى "حزب الله" ودوره في كل ما يُحصل، ونسبة المسؤولية التي يتحملها في وصول لبنان إلى الأوضاع هذه! يُجيب السياسي: المؤكد أن "الحزب" هو مكوّن لبناني ولاعب أساسي في التشكيلة السياسية التي تحكم لبنان وتتحكّم به، وهو يتحمّل المسؤولية بالتكافل والتضامن مع بقيّة الأطراف، لكن هذا لا يعني أن نُحمله المسؤولية وحده، فهناك أطراف أخرى يقع عليها ما يقع على "حزب الله" وبالتالي فإن السبيل الوحيد للخروج مما نحن فيه، ذهاب كل هذه الطبقة الحاكمة واستبدالها بوجوه جديدة من أصحاب الإختصاص، وإلّا فالانهيار بانتظارنا.
وبالعودة إلى التقارير التحذيريّة، يكشف السياسي أن المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس ابراهيم كان وضع جميع السياسيين أمام مسؤولياتهم وطالبهم بمواقف موحدة ومُحددة لإخراج لبنان من التخبّط، وذلك بناءً على معلومات ومُعطيات دولية، تُنذر بخطورة الوضع في لبنان وتدعو للإسراع بتصحيحه، وإلا فإن الأمور ستكون مفتوحة على كل الإحتمالات، بما فيها الإستقرار الأمني.
المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع لبنان 360 بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك