
لا يمكن لقوى الاستكبار التي أسقطت الخلافة وتآمرت على الإسلام والمسلمين بشكل مباشر على مدى قرون أن تسمح ببقاء أي نوع من أنواع القوة الاستراتيجية في بلادنا (عسكرية-اقتصادية-سياسية) خارج إطار سيطرتها المباشرة. وسواء كان انفجار مرفأ بيروت حادثا مؤسفا أو جريمة متعمدة فإن السباق لاستغلاله الذي أشعله ماكرون بزيارته وطروحاته(الخفية والمعلنة) احتدم.
شكل لبنان وبلاد الشام عبر التاريخ محطا لأنظار وأطماع الإمبراطوريات الاستعمارية لأسباب تزخر كتب التاريخ والدراسات الاستراتيجية في عرضها وتفنيدها. اليوم أصبح النفط والغاز الطبيعي تحت مياهنا الإقليمية من أهمها.
ما كرون جاء سفيرا للنوايا الشيطانية التي يضمرها من وراءه من دول أمعنت وتمعن في قتلنا وقتل كل أمل فينا وحماية إسرائيل، خنجرهم المسموم المغروس في قلبنا، ومصالحها التي تتماهى مع مصالحهم في بعض التقاطعات.
تركيا منتبهة جيدا لما يحاك لأنه يهدد مصالحها الاسترتيجية وإنجازاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية التي جعلت منها قوة إقليمية عظمى ومشروعا يهدد مشاريع دول الناتو غربا وروسيا والصين شرقا ومشروع إيران.
من هنا كان العرض التركي بإعادة بناء المرفأ وما تدمر من أحياء بيروت. ولو كان للبنان الخيرة من أمره فعليه أن يختار كنف الأتراك لأسباب منطقية وتاريخية وثقافية وأخلاقية لا يتسع المقام لتعدادها. أما عريضة المطالبة بعودة الانتداب الفرنسي هي دعوة مشبوهة لا تخفى دلالاتها على كل ذي لب وعليها بصمات استخباراتية.
العقد السياسي الجديد الذي أتى به ماكرون سيكون أغلالا ذهبية تعيد لبنان إلى حظيرتهم وتضمن تبعيته لهم لقرن جديد وتضمن لإسرائيل السيطرة على نفط وغاز المنطقة " وتيتي تيتي متل ما رحتي جيتي"
المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع لبنان 360 بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك