
على طريقة «لا برحمك ولا بخلّي رحمة الله تنزل عليك»، يتعاطى فريق العهد مع شريكه في الوطن، بل مع كل اللبنانيين المسحوقين بالإنهيارات المتتالية، والذين فقدوا الثقة بقدرة المنظومة الحاكمة على إيجاد حلول الحد الأدنى للمأزق المصيري الذي تتخبط به البلاد.
الرافضون لدعوة البطريرك الراعي بعقد مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان، يكتفون بحملات النقد والتشكيك، دون أن يكونوا قادرين على تقديم خيار داخلي بديل، أو حتى طرح رؤية مفيدة في حلحلة العقد المستفحلة للأزمة السياسية.
الذهاب إلى التدويل ليس خياراً سهلاً، ولا هو المخرج النموذجي من النفق الحالي، ولكنه قد يشكل إختراقا تكتيكياً لجدار الأزمة السميك، من شأنه أن يساعد على إعادة فتح باب الحلول، ولو بلباس التسويات المعهودة في مسار التاريخ اللبناني.
المفارقة القاهرة تكمن بهذا التناقض غير المفهوم بين دينامية الإتصالات الخارجية، وزيادة التعقيدات الداخلية، والتي تبقى أسيرة الحسابات الأنانية والفئوية.
لم تعد عقد الولادة الحكومية متوقفة عند الثلث المعطل فقط، ولا تتعلق بحقيبتي الداخلية والعدلية وحسب، بل أصبحت جزءاً من الإنتخابات النيابية المقبلة، والإستحقاق الرئاسي الذي يعقبها، على إعتبار أن هذه الحكومة ستُشرف على الإستحقاقين المقبلين، هذا إذا حصلا في موعديهما.
وثمة من يذهب أبعد من ذلك ويُشير إلى أن فريق العهد يطرح مسألة رفع العقوبات الأميركية عن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مقابل الإفراج عن الحكومة العتيدة، وكأن الدوائر الأميركية المعنية تضع لبنان والعقوبات على باسيل في مقدمة سلّم أولويات السياسة الخارجية للإدارة الجديدة!
إزاء كل هذه التعقيدات، والمناورات السياسية العرجاء، وفشل المنظومة الحاكمة الفاسدة في معالجة الأزمات المتراكمة، وإبقاء أبواب الحلول الداخلية موصدة، هل يُلام غبطة البطريرك الراعي على دعوته لمؤتمر دولي لإنقاذ وطن الأرز؟
المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع لبنان 360 بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك