
بات لبنان يعجّ بكلّ أنواع اللقاحات التي تحمي من فيروس كورونا. فايزر وأسترازنيكا حصلت عليهما وزارة الصحة عبر منصة "كوفاكس" العالمية، واللقاح الروسي "سبوتينك V" استوردته "شركة فارمالاين"، المرخّص لها من وزارة الصحة، كي تبيعه للشركات الخاصة والجمعيات والبلديات، واللقاح الصيني "سينوفارم" الذي أعلن السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان أنّ بلاده ستمنح لبنان 50 ألف جرعة منه.
لكن ما هو اللقاح الأفضل؟ وهل يمكن تلقّي أكثر من لقاح؟
طبيب الأمراض الجرثوميّة الدكتور محمد حجيج يؤكّد أن "لا شيء يمنع نظريّاً من تلّقي أكثر من لقاح، مع مراعاة مهلة الـ3 أسابيع بينها على أقلّ تقدير".
وقال حجيج في حديث إلى "أساس" إنّه يفضّل "تلقّي جرعة ثالثة من اللقاح نفسه في حال عدم اكتساب المناعة بعد أوّل جرعتين. هذا رأيي. حتى اللحظة لم يُجرّب تعدّد اللقاحات ولا توجد دراسات عن هذا الموضوع، لكنّ الطب والمنطق العلمي لا يمنعان هذا التعدّد".
وقد دفعنا الحديث عن تلقّي أكثر من لقاح إلى توضيح النواحي المشتركة بينها، ففايزر وموديرنا يعتمدان التقنية نفسها، وهي الـRNA، فيما يقوم كل من لقاحيْ "سبوتنيك V" وأسترازينيكا على إدخال فيروس شبيه بكورونا مع جزيء من فيروس كورونا إلى الجسم، أمّا الصيني فهو مختلف كليّاً لأنّه يتكوّن من فيروس ميت. فهل يفضّل الأطباء في لبنان تلقّي لقاح ثانٍ من الفئة نفسها أم أنّ ذلك ليس ضرورياً؟
يعلّق الدكتور حجيج على الفكرة نفسها، فيرى أنّ "أهمية اللقاحات تكمن في كونها كلّها تحمي من الموت، وإن كانت تحمي من الإصابة بدرجات مختلفة. ولا بد من الانتباه إلى أنّه لا يمكن المقارنة بين اللقاحات وفعاليتها، فكل لقاح دراساته أُجريت في ظروف معيّنة وعلى عيّنة معيّنة وخلال انتشار سلالة محددة من الفيروس، وللمقارنة بين اللقاحات مقارنة علمية ودقيقة فلا بدّ من إجراء دراسات عليها جميعاً في الوقت نفسه وفي الظروف نفسها".
في السياق نفسه يستبعد حجيج إجراء دراسات حول تعدد اللقاحات، معتبراً أنّ هذا الأمر " يتنافى مع مصالح الشركات".
إلى ذلك يبشّرنا الدكتور حلو بدراسات تجريها شركة فايزر وشركات أخرى، لإعطاء اللقاح للأطفال، موضحاً أنّ "هذه الدراسات ستبصر النور قريباً، إضافةً إلى سعي شركات لتصنيع لقاح للفيروس على شكل حبوب".
في الخلاصة، تلقّحوا ما دام اللقاح متاحاً لكم. والصينيّ، على قلّة فعّاليته، إن لم يحمِ من الإصابة فهو حتماً سيحميكم من الموت ومن الحاجة إلى جهاز تنفّس صناعي في العناية الفائقة.
وحالياً: أفضلُ اللقاح.. هو المُتاح.
المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع لبنان 360 بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك