
لا يشبه رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب المستقيل سامي الجميل أيا من رؤساء الأحزاب المسيحية الأخرى الذي يكتفون بالمشاركة بالمهرجانات والتجمعات الكبرى ويتركون "المشقات" كالجولات على منازل الناخبين والمحال التجارية والشوارع للنواب الذين تحننوا عليهم بتبني ترشيحاتهم. الجميل الشاب الذي نزع عنه ومنذ ما قبل توليه رئاسة الحزب عباءة الوراثة السياسية، ينكب ومنذ أشهر على زيارة الناخبين دارا دارا، يجلس في صالوناتهم وعلى سفرهم، يسأل عن أحوالهم والمشقات التي تعترضهم ويأخذ بجدية مطالبهم فيدونها بتفاصيلها ويطلعهم على تفاصيل برنامجه السياسي الطموح.
قبل أسابيع كان يجول في أحد الأسواق التجارية فيدخل المحال مصافحا كل من يصادفه سائلا عن أحواله قبل أن يسلمه بنفسه برنامج "الكتائب" الانتخابي. الجميل الذي لو أراد التمثل بباقي الزعماء الحزبيين لكان أول من تمترس في قلعة أو في قصور عاجية باعتباره أكثر المهددين أمنيا، أليست عائلته من اغتيل خيرة أبنائها في سبيل الوطن وقيامته وآخرهم شقيق سامي، بيار الجميل؟
يُقدّم رئيس "الكتائب" اليوم نموذجا جديدا للعمل السياسي ولكيفية تبوؤ المسؤولية. هو الذي قرر اللجوء الى صفوف المعارضة في وقت كان الجميع دون استثناء "يستقتل" على المشاركة في السلطة، فكان الوحيد الذي تصدى للتسوية الرئاسية التي أتت بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، لم ييأس او يستسلم بعد انتخابات 2018 التي قلصت كتلته الى 3 نواب، بل واصل رفع الصوت وحيدا حتى أتت انتفاضة 17 تشرين لتعطيه حقه، فاذا بالجميع يصطف وراءه لا بل يحاول التقدم عليه لركوب موجة الثورة التي كان هو ومن دون ادنى مبالغة أحد صنّاعها وركنها الاساسي.
نيابيا، كان وكتلته ورغم عدد نوابها المحدود من الكتل الاكثر نشاطا سواء في تقديم اقتراحات القوانين او في المشاركة في جلسات اللجان والاهم في التدقيق بكل ما كانت تعد له "المنظومة" وتخطط لتمريره، فأزعج بآدائه قادتها الذين اتفقوا على مواجهته من دون أن ينجحوا. وحين وقعت كارثة انفجار مرفأ بيروت كان أول من ألقى عنه حصانته النيابية دافعا باتجاه انتخابات نيابية مبكرة رفضتها الأكثرية الحاكمة المستحكمة لعلمها بأن الناس كانوا ليطيحوا بها دون تردد في صناديق الاقتراع.
اليوم وعلى بُعد ايام معدودة من موعد الانتخابات النيابية العامة في الداخل اللبناني، يواصل الجميل جولاته على الناخبين ولقاءاته مع الناس دون تعب أو كلل أو ملل. هو المتفائل بالمشهد الذي رسمه المغتربون نهاية الاسبوع الماضي، يعول على ان ينسحب هذا المشهد على الانتخابات العامة في 15 أيار المقبل. رغم كل حملات التحريض والتشويه والكذب والافتراء التي يشنها أخصامه، يبدو الجميل الشاب متماسكا أكثر من أي واحد منهم..فـ"النموذج" الذي يقدمه لا تنفع معه أدوات السلطة التخريبية، وحدها أصوات الناس في صناديق الاقتراع تنصفه..
المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع لبنان 360 بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك