
الزلزال المدمر الذي اصاب تركيا وسوريا وشعر به معظم سكان الدول المحيطة، كان كافياً ليحرك المشاعر الانسانية والحس الاخلاقي لدى كل انسان يشعر بانسانيته، ويعرف معنى الانسانية واهميتها في بناء العلاقات والثقة والتعاون بين مختلف المكونات والبيئات والمجتمعات..مهما اختلفت اجناسهم والوانهم ودياناتهم ومذاهبهم.. واوطانهم وحدود جغرافيتهم..
مع اولى اخبار الزلزال المدمر، وقبل اتضاح صورة حجم الخسائر البشرية والمادية، والارواح التي زهقت تحت اطنان الاسمنت والحديد.. بدا اتباع حلف المناذرة من اتباع ايران عوضاً عن الدعوة لمساعدة الشعب السوري بمختلف مكوناته العربية والكردية..بالترويج لضرورة فك الحصار عن النظام السوري، الذي تسبب بالتعاون مع ايران وروسيا والميليشيات الطائفية القادمة من مختلف البقاع والافاق ..بتهجير اكثر من 11 مليون مواطن سوري وتدمير عشرات المدن والاف القرى.. واختطاف وتعذيب وقتل مئات الالوف..
المهم لدى حلف المناذرة ..هو انقاذ بشار الاسد ونظامه، وليس الشعب السوري وانقاذه من معاناته المتمادية والمستمرة منذ اكثر من خمسة عقود.. والعقد الاخير كان الاصعب والاسواً بكافة المعايير والتداعيات والنتائج..
لذلك لم نسمع عن جسر جوي ايراني او روسي للمساعدة الانسانية ..يوازي حجم المأساة وضخامة تداعياتها..في حين وصلت طائرات الاغاثة من دولة الامارات وعمان والاردن الى مطار دمشق، لمساعدة المتضررين الخاضعين للاحتلال الايراني – الروسي، وهي دول تعرضت ولا تزال لحملة حاقدة من اعلاميي حلف المناذرة بين الحين والاخر.. وتتعرض لحملة تهريب مخدرات وحبوب مخدرة لتدمير مجتمعاتها وجمهور شبابها.. ومع ذلك اعتبرت هذه الدول ان الواجب الانساني اهم بكثير من الوقوف عند ممارسات اجرامية يقوم بها فريق منحرف فكرياً وسلوكياً بكل ما تعني الكلمة..
وفي الوقت الذي اطلقت فيه المملكة العربية السعودية حملت جمع تبرعات لدعم المتضررين من الشعبين السوري والتركي في مختلف المناطق دون استثناء.. وفي حين ان هيئة علماء المسلمين في لبنان دعت لجمع التبرعات لدعم الشعبين اللسوري والتركي ايضاً..
لم يجد اعلاميو المناذرة في لبنان سوى الاعلان عن الدعوة لعقد لقاء تضامني ليس مع الشعب السوري، بل مع النظام السوري، واطلاق حملة اعلامية برعاية وسائل اعلام مرتبطة بحزب الله وتحت رعايته لفك الحصار السياسي عن النظام السوري..اذ تحت عنوان (اعلاميون ضد قانون قيصر)..
(ينظم اللقاء الإعلامي الوطني، يوم غد الجمعة 10/2/2023، عند الرابعة عصراً في مقهى 77 ـ طريق المطار (الفانتازي سابقاً) فعاليّة تضامنية مع سورية، بعد الزلزال المدمّر، وذلك للمساندة والدعم في مواجهة «قانون قيصر» الظالم الذي فرضته الولايات المتحدة الأميركية، والذي يمنع وصول المساعدات الإنسانية..)
يبدو ان الاهم بالنسبة لايران وادواتها من حلف المناذرة هو تامين الدعم لنظام الاسد في سوريا الذي تحكمه وتديره وترعاه ايران وميليشياتها.. والواضح انه كما استثمرت ايران وحلفائها واتباعها في الدم السوري مع انطلاقة الثورة حيث تم منع التغيير السلمي للنظام ومن ثم العمل على قمعها وقتل الناشطين من السوريين تحت مبررات التكفير والارهاب وغيره، الان مرة اخرى تسعى ايران ومن معها على الاستثمار في دماء السوريين التي سالت نتيجة هذا الزلزال المدمر لاعادة انتاج هذا النظام والاختباء خلفه، لعل المساعدات تفتح باب التطبيع معه فيستمر لمدة اطول..بمساعدة عربية ودولية.. والمساعدات بحكم الامر الواقع سوف تخفف ايضاً من فشل النظام ومن يرعاه وخاصة ايران في تامين اسباب الحياة والاستمرار لهذا النظام الذي بدا يتداعى مع فشل ايران ومحورها برمته في تامين الاستقرار ليس في سوريا فقط بل في كافة الدول التي هيمنة عليها وحكمتها بادواتها من المناذرة العرب وغير العرب..
ويبقى كلمة اخيرة، بدلاً من اطلاق الاتهامات والحملات الاعلامية الدعائية وتنظيم اللقاءات الاستعراضية، لماذا لا تقدم ايران كشفاً بالمساعدات التي قدمتها للشعب السوري عقب الزلزال المدمر..؟؟ وهل ارسلت ايران انطلاقاً من حسها الديني والانساني مساعدات الى كافة المنكوبين من ابناء الشعب السوري من عرب واكراد وتركمان في مناطق سيطرة المعارضة وقوات سوريا الديموقراطية، كما فعلت وارسلت اوروبا والدول العربية مساعداتها لكل ابناء الشعب السوري دون استثناء..
ولا يمكن تجاهل ان زيارة الوفد اللبناني الرسمي الى سوريا لم تكن سوى استعراض سياسي للاستثمار فقط، اذ كان من الواجب زيارة وتفقد المناطق التي تضررت وليس قصر المهاجرين الذي يتحصن فيه الاسد برعاية روسيا وحماية ايران وميليشياتها..؟؟
خلاص الشعب السوري، هو في تحقيق التغيير الحقيقي، سياسياً.. وتشكيل سلطة ديموقراطية تتمثل فيها كافة المكونات وتتنافس على خدمة الشعب السوري وليس العائلة الحاكمة او ميليشيات الامر الواقع..ومن ثم الخروج من محور الانعزال السياسي والانفتاح على العالم العربي والمجتمع الدولي باسره..
المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع لبنان 360 بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك