كان سعر صرف الدولار في رمضان 2022 يتأرجح بين 22 ألف ليرة و35 ألفاً، بينما هذه السنة يبدأ رمضان مع سعر صرف تخطى الـ 100 ألف ليرة، ومن المتوقع أن يرتفع خلاله، كما ارتفع في الأيام الماضية إلى أرقام قياسية، وصلت إلى 140 ألفاً، قبل أن يتدخل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ويصدر بياناً يعلن فيه تشغيل منصة "صيرفة" وشراء الليرة عبرها على سعر 90 ألفاً.

تضاعف سعر الصرف عن السنة الماضية أكثر من 4 أضعاف، والذي كان بدوره مضاعفاً عن سعر الصرف الأساسي ما بين 14 و23 مرة، وبالتالي سعر الصرف اليوم مضاعف 66 سعر الصرف الأساسي، وليس هذا وحسب، بل في السنة الماضية كان لا يزال هناك دعم على المواد الأساسية، أما هذه السنة فغالبية المواد أصبح الدعم مرفوعاً عنها، أي أن كلفة المعيشة أصبحت مضاعفة عشرات المرات عن قبل، وهذا الأمر سيؤثر على المائدة الرمضانية بصورة كبيرة.

في العام 2022 كان سعر صحن الفتوش مثلاً يصل إلى 50 ألف ليرة، بينما تصل تكلفة سعره هذه السنة إلى حوالي 225 ألف ليرة، وفق إحصائيات "الدولية للمعلومات". أما سعر كيلو الدجاج فبحدود الـ 120 ألف ليرة، واللحم 250 ألفاً عام 2022، فيما تخطى هذه السنة سعر كيلو الدجاج الـ 600 ألف، واللحم بحدود المليون و200 ألف، عدا عن باقي أسعار المواد الغذائية، التي أصبحت خيالية بالنسبة الى المواطن الذي لا يزال راتبه بالليرة، وقد شهد الرأي العام اللبناني جدلاً وتعليقات على سعر كيلو البصل أو الثوم.

العام الماضي لم يكن الفراغ يضرب كل قطاعات البلد كما هو الحال اليوم، بل يبدو أن ليس هناك حتى تفكير في الحلول، وسط تشدد القوى السياسية في مواقفها، لذلك من المتوقع أن تزداد الأمور سوءاً، وبالتحديد لأن مصرف لبنان لن يمكنه أن يلجم سعر الصرف لمدة طويلة، وقد يعود التفلت مجدداً، ومن الممكن أن يحصل خلال شهر رمضان، ويعيد اللبنانيين الى سعر صرف يتخطى الـ 200 ألف ليرة.

الشعب اللبناني الذي اشتهر بمتطلباته على الكماليات، اليوم لم تعد لديه متطلبات، ويسعى الى تأمين قوت يومه فقط، ورمضان ليس شهراً واحداً عند اللبنانيين، بل أصبح كل الأشهر بعد انفجار الأزمة، بحيث هناك مئات الآلاف من الشعب يعيشون على وجبة واحدة يومياً، ولا يختلفون عن الصائمين في رمضان، بينما لا يزال هناك بعض المسؤولين الذين أوصلوهم إلى هذا الجحيم يعيشون في نعيم، فقد انتشر خبر اليوم أنه وصلت قبل أسبوعين إلى مطار رفيق الحريري الدولي شحنة من 25 كيلوغراماً من لحوم أبقار الـ "واغيو" اليابانية لحساب أحد المسؤولين. هذا اللحم يصل سعر الكيلو الواحد منه إلى نحو 1000 دولار، أي أن حضرة المسؤول دفع ما يقارب الـ 25 ألف دولار، على لحم فاخر، بينما الشعب اللبناني قد لا يكون بإمكانه تأمين صحن فتوش.